حمّلنا السيد الرئيس بشار الأسد كإعلاميين في مختلف مفاصل العمل مسؤوليات جساماً وذلك في سياق المقابلة مع قناتي السورية والإخبارية السورية التي جرت مساء أمس الأول، حين أكد على الدور الأساسي والمهم للإعلاميين وباتجاهين «أولاً لأنني أعرف أن الإعلام سيكون له أعداء كثر من الدولة ومن خارجها عندما يتحدث في موضوع الفساد لأسباب مختلفة.. ليس فقط المصالح.. لكن نحن بطبيعتنا.. بثقافتنا لا نحب النقد. وحتى لو كان النقد عاماً نحوله مباشرة إلى حالة شخصانية.. ونعدّه شيئاً شخصياً وتبدأ ردود الأفعال بالظهور.. وهذا يخلق مشكلة كبيرة، إما بمحاربة الإعلام من الأساس أو بمحاربة المعلومات التي تحتاجونها للقيام بمهامكم في هذه الحالة، فكان اللقاء هو فقط لدفع الإعلام الرسمي.. أولاً لأن الإعلام هو أهم أداة في مكافحة الفساد.. الفساد دائماً واسع ودائماً يشمل قطاعات كثيرة لأن علاقة الناس بالدولة وعلاقة مختلف القطاعات بالدولة هي علاقة ليست يومية وإنما في كل ساعة».
ولأننا أهم أداة -كما قال السيد الرئيس- علينا أن نرصد الواقع كما هو، ونتجاوز ما كان يقلقنا ونخشاه لأن الخطوط التي كان البعض يضعها لا نجد في الحقيقة لها أي داعٍ، فمسؤولياتنا الآن مضاعفة: الجهد في كشف الفساد والمفسدين وتعريتهم، والمساعدة في رصد تلك الحالات ليصار إلى معالجة الخلل في قطاعات المجتمع كافة.
إن مرحلة ما بعد الانتصارات الكبرى التي حققها رجالنا البواسل في الجيش العربي السوري على الإرهاب تتطلب منا حماية تلك الانتصارات وتعميقها من أجل بيئة صالحة لإعادة إعمار الوطن على المستويات جميعها اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً، والأبرز من ذلك أن نبني الإنسان قبل الحجر، وتلك مسؤولية الجهات كافة كل حسب موقعه، فالمسؤولية في ذلك مشتركة، وتتطلب تضافراً للجهود وتعاوناً مشتركاً وتفانياً في تقديم الحلول والابتكارات لمعالجة مختلف القضايا والمعاناة المشتركة لأبناء شعبنا على مختلف الجهات، وخاصة في نطاق الظروف المعيشية الصعبة التي تحملوها وقدموا أروع الأمثلة في التضحية توازياً مع ما أنجز الصناديد من حماة الديار، فكانوا كتفاً إلى كتف مع جيشنا الباسل.
الإعلاميون أيضاً كانوا إلى جانب رجال الحق في معركتهم الكبرى، واليوم يناط بهم معركة جديدة لا تقل أهمية عن معركة التحرير من الإرهاب والإرهابيين وذلك في كشف الفساد والمفسدين، نأمل أن يوفق رفاق الدرب في التصدي لهذا القطاع، كما نجحوا في العديد من المعارك التي كان لهم شرف المشاركة بها.
أيمن فلحوط