تتباين الآراء بين من يؤيد تلك (الهيلمة) في عقد الفعاليات والأنشطة بذريعة (الاتيكيت), وبين رأي آخر يرى فيها إسرافاً, فضلاً عن أنه يشكل استفزازاً للمواطن الذي بالكاد يؤمن كفاف يومه في هذه الظروف القاسية.
قد لا يعلم البعض أن التحضير لورشات العمل حتى يرى النور, أي وصولاً للحظات الأخيرة يبدأ من مرحلة الدعاية والإعلان يقنع الناس بأهميتها حتى تحسب أنها (ستخرج الزير من البير), وتحتاج وقتاً وجهداً وأموالاً كثيرة ناهيك بالتحضير لأوراق العمل ودعوة الأطراف وحجز فنادق إن تطلب الأمر ذلك, ففي زمن الرخاء والعز قبل الحرب كانت تكاليف عقد أي نشاط أو عقد ندوة ما تكلف مبالغ باهظة وكان يعد منطقياً جداً وفقاً للظروف السائدة آنذاك, ولأن الشيء بالشيء يذكر تصدى لهذا الموضوع أحد وزراء النقل السابقين حين أحدث صالة مخصصة لعقد الندوات وورشات العمل المحلية بهدف تحقيق وفورات على الخزينة.
الموجع في الموضوع أن هذه الجهة أو تلك لاتوفر فرصة إلا تتحدث عن مكافحة الفساد ورغم ذلك تتكلف نفقات باهظة مقابل ساعات  معدودة  في وقت تطلب فيه الحكومة من كل الجهات لضغط النفقات وترشيد الاستهلاك حتى على مستوى القرطاسية.!
والمفارقة, التوصيات التي ستخرج بها كل ورشة للنهوض والارتقاء بالعمل, التي لم تخرج عن بضع أوراق تنتهي إلى الأدراج, لا أحد يتابع تنفيذها أو يكلف نفسه عناء السؤال عنها (بدليل مئات الورشات التي تمت تغطيتها انتهت إلى ذلك), والسؤال: ترى جهات كهذه تعمد إلى التطبيل والتزمير لعملها هل ستحصد غير الرياح. لأن من يريد العمل وإثبات نجاح خططه, لن يحتاج إلى الإشهار والعلنية بتلك الفخامة التي تستفز حتى المدعوين أنفسهم, إلا إذا كان (العصف الذهني) يحتاج تلك البهرجة من دون مراعاة مشاعر من تقوم البلد على أكتافهم..!
بادية الونوس