تميز مهرجان التراث الشعبي الخامس الذي انطلقت فعالياته في طرطوس أمس احتفاءً بأيام التراث السوري بإظهار هذا التراث بطريقة جديدة ولافتة من خلال ارتداء الحرفيين الزي الشعبي التقليدي الذي كان سائدا في مختلف أنحاء سورية منذ عقود طويلة.
المهرجان الذي تقيمه مديرية التراث الشعبي بوزارة الثقافة ومديرية ثقافة طرطوس تطرق في مستهله توفيق الامام معاون وزير الثقافة خلال كلمة ألقاها لأهمية التراث بعناصره المادية واللامادية في شتى المجالات الاجتماعية والمعرفية معتبرا أن المهرجان وسيلة لنشر الوعي الوطني وتعريف الجميع بحضارة وطنهم ومؤكدا أن الوزارة تسعى للحفاظ على التراث الأصيل وصيانة مأثوراته ليبقى ذخرا وطنيا وقوميا.
مدير ثقافة طرطوس كمال بدران اوضح ان المهرجان يقام انطلاقا من الإدراك بأهمية التراث للسنة الخامسة على التوالي ليقدم الكثير مما يزخر به التراث السوري من حرف وفنون وأغانٍ ذات طابع تراثي.
وتضمن المهرجان عرضا راقصا قدمته فرقة طرطوس للفنون الشعبية في صالة المركز الثقافي العربي بطرطوس شمل مجموعة من اللوحات الفلكلورية الشعبية من بينها لوحة تحاكي البيئة الساحلية البحرية وصيد الأسماك.
منذر رمضان رئيس مكتب الثقافة والإعلام في فرع اتحاد الحرفيين لفت إلى أن المهرجان يقدم لهذا العام في معرضه الحي طرق تصنيع بعض من الحرف اليدوية كصناعة أطباق القش وتقطير ماء الورد وإنتاج العسل والحرير الطبيعي بشكل مباشر أمام زوار المهرجان إضافة إلى الزي الشعبي الذي كان سائدا في مناطق الساحل قديما فضلا عن معرض الحرف والمقتنيات التراثية في الساحل حيث قدم 33 حرفيا وحرفية بعضا من نتاجهم إضافة إلى العروض الفلكلورية والأمسيات الغنائية ذات الطابع التراثي.
محسن العجي من المشاركين في جناح المقتنيات التراثية قدم مجموعة من المقتنيات الخاصة كالشرقيات والنول والبسط والسجاد اليدوي موضحا أنه حرص على عرض جلد الخاروف الطبيعي كنمط من التراث الذي كان يزين البيوت قديما.
أحلام بدران التي تعمل في مجال الكروشيه منذ نحو عشرين عاما وتشارك في العديد من المعارض والأنشطة التراثية قدمت مجموعة من ألبسة وألعاب الأطفال المشغولة من مادة الصوف فيما تعكف روجيه إبراهيم على صنع لوحات مشغولة من مادة الحرير الطبيعي التي تمكن الحرفي من إبداع وابتكار العديد من الأفكار واللوحات الفنية إضافة إلى الألبسة.
الحرفي نمير محمد الذي عزف على آلة الربابة مع ارتدائه اللباس الشعبي القديم اعتبر أنها تجربة مميزة لإبراز التراث الحقيقي على أصوله وبث الروح فيه من جديد بوجود حرف قديمة تصنع مباشرة بينما استقدم الحرفي بدر يوسف خلية النحل بالكامل في وعاء زجاجي ليتعرف زوار المهرجان عن قرب على آلية العمل ومراحله التي تصل بالنهاية إلى إنتاج العسل الطبيعي.
الحرفية جمانة إبراهيم المعروفة بسيدة القش في سورية وجدت المتعة في المعرض الحي كون أن العمل يتم أمام زوار المهرجان بشكل مباشر ما يمنح الحرفي دفعا معنويا من خلال تشجيع الجمهور له لتكون رسالتنا السامية أننا جميعا أصحاب تراث هائل علينا الحفاظ عليه.
كما أقيمت ضمن المهرجان أمسية زجلية بمشاركة الشعراء محمد الموعي ومعن محمد وطلال عمار وعلي حسن بمرافقة عازفين و مرددين حيث قدموا مجموعة من الأغاني التي تتمتع بحضور تاريخي قديم ولا يزال صداها يتردد حتى الآن.
يشار إلى أن المهرجان يستمر لغاية الثلاثين من الشهر الجاري في صالة المركز الثقافي العربي بطرطوس ويتضمن العديد من الأنشطة والفعاليات والندوات والأمسيات الغنائية التراثية.