بعزيمة بادية تروي هدى حجار رحلة مرض ابنتها التي كانت بداية كالصدمة سرعان ما تلاشت مع بدء مرحلة العلاج وما تتطلبه من إرادة قوية استطاعت بها غزل سمعان مقاومة السرطان والانتصار عليه وواصلت حياتها التعليمية بشكل طبيعي.
الكشف المبكر عن المرض ساعد غزل المصابة بسرطان في الغدد اللمفاوية على العلاج وتخطي الصعاب حسب والدتها التي شاركت بجلسة توعية ودعم أقامتها مؤسسة المرأة الأمة موضحة أن الدعم النفسي لغزل خلال رحلة العلاج الكيميائي الذي تزامن مع امتحاناتها بالسنة التحضيرية للكليات الطبية ساهم بتخطيها والتغلب عليها لتلتحق بكلية الطب البشري.
دعم العائلة منح غزل ثقة قوية بنفسها وقدرة على تقبل العلاج ومضاعفاته حيث كانت تخفف من آلام صديقاتها وافراد عائلتها الذين علموا بقصة مرضها ورافقوها برحلة العلاج كما انها سعت لتعلم الموسيقا كغذاء للروح تلقى به الراحة.
لدور ووعي العائلة تأثير كبير على تقديم الدعم النفسي للابنة المريضة وهو ما أكدته السيدة هدى حيث لم تدخر أي جهد في الحصول على المعلومات الكافية عن المرض وطرق التعامل معه لتعزيز دورها في تخفيفه عن ابنتها ومساعدتها على تخطي الأزمة.
بعد معرفتها بمرض سرطان الثدي اختارت هزار يغشي البالغة من العمر 46 عاما والمقيمة في السعودية العلاج على أرض الوطن لتوفر الخبرات والمهارات الطبية وكي تكون إلى جانب عائلتها أثناءه.
هزار الأم لثلاثة أبناء تقول أن الإرادة عامل أساسي في التغلب على هذا المرض لافتة إلى أنها تحاول الابتعاد قدر الإمكان عن السلبية والإشاعات المتداولة حوله.
تتحلى هزار بروح الفكاهة والدعابة فتختم حديثها بالقول “أنا جميلة رغم أني فقدت شعري الذي كان طويلا ملفتا للأنظار بسبب المرض لكنني لن أدعه يتغلب علي بإصراري على الحياة”.
ويشكل اهتمام المجتمع الأهلي بتقديم الدعم النفسي والاجتماعي والتوعية الصحية للمصابات بأمراض السرطان ركيزة مهمة تستند إليها الكثير من السيدات اللواتي خضن تجربة المرض والعلاج مع أنفسهن أو مع أفراد عائلتهن حيث تقول لينا الرفاعي مديرة مؤسسة المرأة الأمة إنها تقدم من خلال مؤسستها ندوات توعوية تثقيفية ودورات تدريبية للمصابات بالسرطان أو ذويهم وطرق التعامل مع المرض.
وأشارت مديرة التوعية الصحية بالمؤسسة روعة التجار إلى إقامة جلسات تدريبية خلال حملة التوعية بسرطان الثدي للمريضات وذويهن لمساعدتهن بالحصول على صحة جسدية ونفسية متكاملة.
وحول الخسارة التي تتعرض لها مريضة سرطان الثدي تفرد المؤسسة جانبا تدريبيا بحسب المدربة بمجال الدعم النفسي الاجتماعي سمر أيوب مبينة أنه يعتمد على أسس دعم المصابات لذاتهن والأشخاص المحيطين بهن وكيفية التعامل مع صدمة الخسارة “الاستئصال” ومشاعر الحزن المرافقة لها وصولا للتكيف مع المجتمع وممارسة الحياة بشكلها الطبيعي.
لقاءات المرضى وعرض حالاتهم يعد عاملا مساعدا على الشفاء وتخطي مرحلة العلاج الصعبة حيث يستمع الحضور باهتمام لحديث الدكتورة الصيدلانية هالة شاهين عن تجربتها مع سرطان الرحم ببداية زواجها ودور زوجها الداعم ووقوفه إلى جانبها ما ساعدها في تقبل العلاج وتماثلها للشفاء.
سكينة محمد