تلتزم كتابات الشاعر اللبناني وهيب عجمي شعر الشطرين ما يستوجب وجود الموسيقا والعاطفة التي ترتكز على انتماء وطني وقومي كبير وهذا ما جعل شعره غنياً بالبنى الدالة على مقاومة الإرهاب.
وفي حديث لـ سانا الثقافية خلال زيارته لسورية لإقامة عدد من الأمسيات قال عجمي: “أذهب لأكتب القصيدة عندما تدفعني عواطفي وما يجول بدمي وخاطري لأعبر عن رفض أو حب كبيرين فالرفض يكون عندما يتهدد وجود أمتي خطر داهم أما الحب فهو يتوافق مع تعلقي بوطني إضافة إلى تداعيات اجتماعية قد تدفعني كأي شاعر لحب آخر”.
وأضاف ابن مدينة معركة الجنوبية: “من البديهي أن يكون الشاعر الحقيقي مقاوماً ومدافعاً عن وطنه لأن أهم مقومات الشعر هي الإحساس بما حوله ومن الطبيعي أن يكون إحساس الشاعر في أعلى درجاته عندما تحيط الأخطار بالوطن حيث تستنفر المشاعر وتحرض القصيدة لتقوم بواجبها”.
ويؤكد مؤلف مجموعة أعيدوني إلى أمي أنه لا يرى فرقاً بين سورية ولبنان ويعتبرهما بلداً واحداً مبيناً أن سورية في مقدمة جبهة الدفاع عن كرامة الأمة بمكوناتها ووجودها لذلك يخصها بالحب الأكبر ويراها الغاية التي تسكن القصيدة.
الشاعر عجمي الذي يكتب الشعر العمودي يبين أن التزامه بقصيدة الشطرين هو فطرة وليس اكتساباً ولكن التدفق الذي يأتي خلال كتابة هذا النوع من الشعر يحتاج أيضاً إلى التسلح بالثقافة والمعرفة والاطلاع على نتاجات كبار الشعراء والوقوف على آراء الأدباء المثقفين لافتاً إلى أنه لا يتشدد إلى شكل شعري ويعتبر أن أي شعر يقدم جمالاً وتدفقاً يرتقي لشعر الشطرين لذلك كتب في بعض الأحيان قصائد من شعر التفعيلة.
وختم عجمي بالقول إن “الشعر الذي يمتلك مقومات ويحمل هموم شعبه وتاريخه وحضارته لا يمكن أن ينافسه شكل أو جنس أدبي آخر فالشعر له خصوصيته وعندما يقوم بما هو مطلوب منه ويمتلك الأدوات والأسس فهو عابر للزمن وذاهب إلى البقاء”.
والشاعر وهيب عجمي من مواليد عام 1950 حاصل على إجازة جامعية في الأدب العربي صدر له أحد عشر ديواناً منها “أنتم عقلاء وأنا المجنون” و”من الشمس هوت” وهو عضو في اتحادي الكتاب اللبنانيين والعرب وحصل على جوائز ودروع تكريمية عدة.
محمد خالد الخضر
سانا