الفنانة ليلى العطار.. قتلها الأمريكان بصاروخ غادر لأنهم لا يحبون الفن والحياة

الكتابة عن الشهيدة الفنانة ليلى العطار التي قتلها الأمريكان، ليست سهلة لأنها مملكة مترامية الأطراف من الإبداع، فهي فنانة متألقة ناجحة وإنسانة رائعة وأم طيبة وحنون فضلاً عن حصولها على العديد من الجوائز، هذه الفنانة قتلها الأمريكان بصاروخ جبان ما أدى إلى استشهادها في بيتها في بغداد عام 1993 لا لسبب غير أنها نقشت صورة الرئيس الأمريكي السابق بوش الابن على أرضية الباب الرئيس لفندق الرشيد بصورته الوحشية وهو مكشر عن أنيابه بحقده الدفين ضد العراق والعرب.
فمن أين أبدأ، الفنانة ليلى العطار من مواليد 1944 وخريجة أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد فرع الرسم 1964- 1965 وحاصلة على الجائزة الأولى لمسابقة (شانكس) للأطفال من دولة الهند، وعلى جائزة الشراع الذهبي 1981 ووسام الثقافة من قبل الحكومة البولينية 1990 وشغلت مناصب عديدة، منها مديرة قاعة الرواق في بغداد 1977 ومديرة المتحف الوطني للفن الحديث 1980، ومدير عام دائرة الفنون ولديها مشاركات كثيرة في المعارض الفنية الجماعية أو الفردية التي أقيمت في داخل العراق وخارجه، وشاركت في معارض تشكيلية في سورية ومصر وتونس ولبنان، وآخر مشاركة لها في مهرجان بابل الدولي وهي عضو في جمعية الفنانين العراقيين ونقابة الفنانين العراقيين.
ويزخر ملف الشهيدة ليلى العطار بالمقالات والكتب التي تشير إلى إبداعها وإلى أهميتها الفنية على المستويات كلها.
ولدت ليلى العطار في بغداد، والحقيقة أن والدتها كانت تحمل روحاً فنية فطرية ما ساعدها مستقبلاً على تطوير الإحساس الفني لدى الفنانة ليلى وشقيقتها الفنانة التشكيلية سعاد العطار في طفولتها، فقد كانت ليلى ترسم كثيرا ًما جعل أهلها يشجعونها على المشاركة في الصراع في السباق العالمي لرسوم الأطفال في نيودلهي عام 1955 وكانت المفاجأة أنها فازت في الجائزة الأولى وفي عام 1973 في شباط على وجه التحديد في معرض (شهريار وشهرزاد) وكانت في كل المعايير الفنية من أفضل معارضها وقررت الكتابة على شكل مقالات.
«لطيفة التيجاني» وهي فنانة تشكيلية مغربية قالت: أشعر بالفخر أن تكون هناك امرأة عربية حضارية فنانة بهذا المستوى من التفكير المعاصر، حينما وصفت الفنانة التونسية «منيرة عباد» ليلى العطار بأنها فنانة تشع إنسانية وجمالاً فضلاً عن كونها فنانة تشكيلية كبيرة، نعم ماتت الفنانة العراقية ليلى العطار بصاروخ أمريكي جبان، فلم يبق تحت الأنقاض غير أنين ليلى بنت بابل وسومر وآشور ولوحاتها الجميلة، تشابك جسدها بأغصان الأشجار بشكل لا يصدق، يدها تمسك بغصن الزيتون وحولها أوراق من العنب والبوكاليتوس لطالما تنبأت ليلى بمنيتها هذه، يا لذلك المشهد الذي تكرر بلوحاتها، امرأة وأشجار متشابكة، ليلى العطار محوطة بأغصان حاولت أن تحميها من شظايا صاروخ آثم، ففي الساعة الثانية وعشر دقائق بعد منتصف ليلة 26-27 حزيران 1993 انتقلت ليلى العطار إلى رحمة الله- مكللة بغار الشهادة المقدسة إثر سقوط صاروخ أمريكي آثم على مكان سكانها، يرحمها الله.
د. رحيم هادي الشمخي

شاهد أيضاً

“اقتصاد الإبداع” محور منتدى المدن الثقافية العالمي في دبي

شام تايمز – متابعة تستضيف دبي للمرّة الأولى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فعاليات “منتدى …