ما يشهده بلدنا في هذا المجال يعود بعضه لأفكار يقوم على تنفيذها حفنة مأجورين لما يريده ساسة الغرب, وهذا يرتب خطراً على مجتمعنا وعلى آثاره التي تتفرد بها بلدنا، علماً أن مجتمعنا أثبت أصالته عبر التاريخ رغم توالي الغزوات الاستعمارية عليه على مدى التاريخ القديم منه والحديث, وحين فشل العابرون في السيطرة على هذه الأرض لجؤوا إلى التضليل لأهداف تتعلق بخلق شرخ مجتمعي, وهو ما لم يستطيعوا الوصول إليه, إضافة إلى بث سموم التفرقة التي يعمل المجتمع بكل فئاته على تجنب مخاطرها والتحذير منها, ولاسيما أن الهوية الثقافية لمجتمعنا تم صقلها نتيجة التراكم التاريخي الطويل للآثار الملتصق بما بناه الأجداد الذي يعمل المسوقون لأفكار الغرب على هدمه.
كثيرة هي الآثار والمعتقات من الأبنية التي تفوح من أرجائها رائحة عرق تعب الأجداد أصبحت قيد النهب، والعبث من قبل فئة أثرث على حساب الذاكرة الحية للبلد وعملت على تضخيم حساباتها البنكية.
جاءت الحرب المعلنة على سورية في شكلها الإرهابي المنظم لتغير ملامح كل ما ورثناه, وما التخريب المتعمد لآثارنا وأوابد أجدادنا إلا دليل على حقائق التاريخ.
شعارات واهية حاولت تكريسها ثورة المعلومات والاتصالات عبر رفع شعار «القرية الكونية الواحدة» وإيهام الشرائح المجتمعية الناهضة في البلدان النامية والأقل نمواً أن التحرر الحقيقي يكمن في الوحدة الثقافية العالمية والانصياع للنظام العالمي الجديد, الذي تخضع أفكاره وتميل لموازين القوى والغطرسة الغربية, وهذه ترى أن بقاءها مرهون بسيادة ثقافتها ، وما تضخه من أفكار تهدف في بعض جوانبها إلى تزييف حقائق التاريخ ونهب إرث الشعوب وعدّه في النهاية
(من وجهة نظرها) إرثاً إنسانياً لا علاقة لحضارات أبناء المنطقة أو البلد به من قريب أو بعيد.

إسماعيل عبد الحي