وهذا التعداد يبدأ بدورتين تدريبيتين الأولى في دمشق لتدريب المعاونين الذين سيشرفون على أعمال العد فيما بعد من محافظات ريف دمشق ودمشق والسويداء الذين يبلغ عددهم حوالي مئتي متدرب وأربعة مدربين. أما الدورة التدريبية الثانية في اللاذقية وطرطوس فستبدأ الأسبوع القادم.
وفي تصريح لـ«تشرين» قال مدير عام المكتب المركزي للإحصاء الدكتور إحسان عامر: إن هذه البداية مقدمة لافتتاح دورة تدريبية للمعاونين الذين سيقومون بأعمال تعداد المنشآت الصناعية، وهؤلاء المعاونون يعدون مشرفين على عملية التعداد، وسيشرفون مستقبلاً على مجموعة من العدادين الذين يشرفون بدورهم على خمسة عدادين لتدريبهم على عمليات حصر المناطق التي يريدون العمل عليها، موضحاً أن الإحصائية السابقة للتعداد السكاني كانت عامة بالإضافة للمنشآت الصناعية عام ٢٠٠٤.
ونوه عامر بأن المنشآت الصغيرة والمتوسطة أحياناً تتوضع بين الأماكن السكنية ولذلك لا بد من زيارة كل المباني لمعرفة ما فيها من منشآت لإملاء قاعدة البيانات، وأن الهدف من ذلك معرفة تموضع نشاط المنشآت وعدد العاملين فيها والإنتاج والمبيعات وإيراداتها ومعرفة حال كل منشأة هل هي مبنى مستقل أو جزء من مبنى أو غيره، وهذا الأمر ضروري جداً ولاسيما أن كثيراً من المنشآت غير مسجَّل بصورة نظامية.
من جانبه مدير عام تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة الدكتور إيهاب اسمندر ورداً على سؤال تشرين عن وضع المشروعات الصغيرة والمتوسطة خلال فترة الحرب أشار إلى تراجع هذه المشروعات كما حال كل القطاعات الاقتصادية في سورية إثر الحرب، والآن أصبح هناك اهتمام أكثر بهذه المشروعات من خلال إجراء هذا التعداد الذي سيعيد هذا القطاع إلى ما كان عليه في صدارة المشهد الاقتصادي والاجتماعي، وعليه يعوَّل تخليص سورية من معظم مشاكلها التنموية سواء (البطالة، الفقر، سوء توزيع الدخل)…إلخ، مؤكداً حيوية هذا القِطاع في المستقبل.
وبيّن اسمندر أن المطلوب من التعداد جمع البيانات وتحويلها إلى تحليلات اقتصادية، وبناءً على هذه المرحلة ستكون هناك مراحل أخرى مثل تحديد الاحتياجات الحقيقية وآليات تأمينها، وما هو الطموح المطلوب منها لتؤدي دورها الاقتصادي التنموي والاجتماعي المطلوب وكيفية الوصول إلى هذا الدور.
بدوره مدير الإحصاءات الاقتصادية بالمكتب المركزي للإحصاء د. محمد شحيبر أوضح أن محاضرته عن أساسيات استيفاء الاستبيان لتدريب العاملين وكيفية الحصول على نتائج صحيحة عن المنشأة.
من جانبه مدير إحصاء ريف دمشق بلال خليل أشار إلى ضرورة هذه البادرة بسبب الانزياح الكبير في المنشآت ولاسيما في الأماكن التي تضررت ما أدى لتوزع جديد للمنشآت الصناعية والاقتصادية.
بدوره مشرف التعداد في محافظة السويداء ناجي حذيفة لفت إلى أن عمليات المسح الجغرافي مهمة جداً والهدف منها حصر جميع المنشآت ومعرفة ما تهدَّم منها وما بقي ووضع العمالة فيها، وهذه الإحصائيات تفيد الحكومة من أجل الانطلاق في المرحلة القادمة لإعادة الإعمار.

نور قاسم