ما يدعو إلى السخرية أن هذا النوع من المؤتمرات والمنتديات الاقتصادية التخصصية التي تُعقد أكثر من مرة خلال العام الواحد، ويتصدر فيها بعض المسؤولين المنصات والمنابر، تُصرف من أجلها عشرات الملايين، بينما طُلب من الناس منذ بداية الحرب التقشف والصبر لكون موازنتنا فقيرة ولا تحتمل أن يُصرف قرش واحد من أجل تحسين مستوى معيشتهم.
وعلى أية حال، كما تعثرت منتديات الاستثمار التي عُقدت قبل الحرب بجذب المستثمرين وزيادة حجم الاستثمارات وكذلك منتديات التأمين، أن تطور هذا القطاع وأن تخلق مناخاً تنافسياً شريفاً بين الشركات العاملة وتزيد عددها، فمؤتمر التمويل المصرفي ليس أفضل حالاً، وكان الأجدى تسميته «مؤتمر الاستنساخ المصرفي» حيث إنه لم يأتِ بجديد وكل ما طُرح فيه من آراء وأفكار وتصريحات تناقلتها سابقاً المواقع الإخبارية الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام.
وهذا المؤتمر كغيره من الفعاليات الاقتصادية الأخرى، فبدلاً من أن تكون منطلقاً تشاركياً لرؤى وأفكار تخدم الصالح العام، فقد باتت كأنها مجرد محافل استعراضية لا تقدم إلا المزيد من الأعباء للمواطن المدعو دائماً إلى دفع فواتير غداء وضيافة الحضور والمشاركين في هذا المنتدى وذلك المؤتمر، ناهيك بأن الهدف الأساس من إقامة هذه الفعاليات هو الترويج لبعض المسؤولين القائمين عليها وتجميل صورتهم أمام الرأي العام، وإيهامنا بأنهم يعملون خدمة للاقتصاد الوطني.
وفي الختام، قاعات وولائم وحضور وعزائم من دون أي مكاسب يمكن ذكرها، ولن يُجنى من ورائها إلا هدر لأموال من المفترض أن تُخصص لدعم الفقراء والمحتاجين، بل هناك من يستخدمها في إقامة وتنظيم تلك المؤتمرات ويُفضلها على دعم حاجات الناس المعيشية.

إبراهيم غيبور