«على ذمة النقاق»

قبل أن ألتقط أنفاسي بينما كنت أنزل من درج «البناية» وعلى عجلة من أمري, ذلك الدرج الذي يختلف على نظافته الجيران من حين لآخر (واللي فوق بيرمي على اللي تحت زبالة… ومية اللي فوق بتزقح على اللي تحت)!!! قبض جاري أبو أسعد «النقاق» أنفاسي على الريق وأخبرني أنه تابع على إحدى الإذاعات خطاباً (صميدعياً) تربوياً لأحد التربويين يبرر لبعض أمناء المستودعات في المدارس توزيعهم كتباً مدرسية قديمة المناهج وكتباً حديثة للمقرر ذاته (كاللغة العربية للصف السابع مثلاً)
فقال التربوي بالحرف على ذمة جاري (النقاق)…!!!:
إنه وحرصاً على الانتماء القومي والمهمة الوطنية الملقاة على عاتقنا حرصنا أن يكون الكتاب المدرسي بين أيدي طلابنا المكافحين منذ اللحظة الأولى لانبلاج صبح افتتاح المدارس… لذلك قام بعض موزعي المازوت بشفط عشرين ليتراً من المئة ليتر المخصصة للمواطن حين التعبئة….. نعتذر عن هذا العطل الفني في الاتصالات (الفايتة ببعضها ودخول أحد المشتكين على الخط والهواء مباشرة من سرقة مازوت التدفئة). ونتابع معكم ثانية لقاءنا التربوي, وكان القصد حرصاً من موزعي الكتب المدرسية وأمناء المستودعات.. وهذا الحرص (فوت الطلاب بالحيط… ومن غير شي الطالب بدو حجة يطفش)…
جاري «النقاق» أبو أسعد «طوشني» وهو يسأل: مضى على افتتاح المدارس شهر, وبعض الكتب لم يحصل أولاده عليها, وبعض المدارس تفتقد لدورات مياه نظيفة وصالحة فنياً وتعاني نقصاً في مياه الشرب.. كل ذلك يحصل في إطار الحرص الوطني وتصريحات التربويين, بأننا شكّلنا لجاناً طارت إلى مختلف المدارس للتحقيق حول ما يثار من نقص في المعلمين وغيره من المستلزمات المدرسية وبأن هذه اللجان توصلت إلى نتائج وهي الآن على طاولة السيد الوزير لاتخاذ الاجراءات المناسبة واللازمة وذلك حرصاً منا على سير نجاح العملية التربوية…
لا أخفيكم سراً أن جاري أبا أسعد «النقاق» لا يعرف يفك الخط وأُميٌّ بالقراءة والكتابة ولم يحالفه الحظ في أن يطوله من حرص التربويين شيء, لكنه فاجأني بمتابعته الحرفية للحديث الإذاعي وحفظه عن «بكرة أبيه» وكان حريصاً أكثر من بعض إعلاميي اليوم في نقل الخطاب «الصميدعي» بموضوعية وحيادية, وأدهشني حين طلب مني (شفلو شي وظيفة بالإعلام على قولتو ما حدا أحسن من حدا)

معذى هناوي

شاهد أيضاً

ماهي مخاطر أنفلونزا الطيور؟

شام تايمز – متابعة كشفت منظمة الصحة العالمية عن حجم المخاطر التي تهدد الصحة العامة …