تحت رعاية وزارتي الثقافة والسياحة، قدمت فرقة Glamour in Syria العرض الفني الراقص «دمشق في عيون كانالس» في «قصر العضم» في دمشق القديمة بمشاركة الفنان العالمي أنطونيو كانالس والراقص السوري المحترف واثق سلمان إلى جانب غناء المطرب سومر نجار وعازف الغيتار سليمان الشلبي وعازف الكاخون فادي الخوري وعازفة الإيقاع رهف جنود، والراقصة التعبيرية لجين ملاك.
ويشكل الحفل لقاء سورياً إسبانياً فريداً ونادراً، يحمل معه رقصات إيقاعية مليئة بالنغمات الموسيقية المستمدة من تراث دمشق والأندلس.
وقال فريق العمل في كلمته: إنها خطوتنا الأولى ليسمع العالم صوتنا، وإنه بريق من دمشق سيصل ألقه إلى أصقاع الأرض، لنستعيد شريط الذاكرة، وبصمة سورية الثقافية في العالم، من أقدم عاصمة في التاريخ نقدم مشروعنا بحضور الراقص العالمي الإسباني أنطونيو كانالس أسطورة رقص الفلامنغو الذي يزور سورية لأول مرة ليشاهد حضارة الأندلس بعيون دمشق.
أنس أبو قوس مدير شركة Castle Productions التي أقامت الحفل قال في كلمته: يهمنا في سورية أن نقدم عملاً من هذا النوع وفي هذا المستوى، شكراً لواثق سلمان لأنه أعطانا الفرصة لنلتقي بكانالس، وشكراً لكل فريق العمل ولكل من ساهم في إنجاح هذا المشروع.
وأضاف: سنبقى هنا لنثبت للعالم أن سورية جميلة، وأن الفن عابر للقارات ولكل الحواجز، ونعدكم بحفلات قادمة.
أما كانالس فوجه شكره لسورية ولدمشق وتحديداً «لقصر العضم» الذي استضاف هذا الحفل، متمنياً أن نصل إلى السماء عن طريق الرقص والفن.
إحياء الثقافة والفن
وقال الراقص واثق سلمان في تصريح لـ«الوطن»: إن العرض أنجز بحب كبير، وكنت أظن أنني غادرت الفن، لكن لقائي بالماسيترو كانالس جعلني أقف مع نفسي، وأتمنى أن يعود هذا الفن الراقي إلى سورية.
واعتبر أن الحفل لقاء أندلسي دمشقي كان يجب أن يقام منذ زمن، لكنه جاء بالصدفة عندما التقيت بالمايسترو العالمي الذي اقترح الفكرة وأحب أن يزور دمشق.
وبين أن الهدف من الحفل إحياء الثقافة والفن العالميين لأن سورية متعطشة بعد تسع سنوات من الانقطاع بسبب الحرب، وهي بادرة خير لاستقطاب جميع الفنانين العالميين إلى سورية.
وأكد أن كانالس مفعم بالسعادة لهذه التجربة، حيث قال له: إنه رقص في مكان من العام، لكن دمشق هي الأقرب لروحي.
وشدد على أن كانالس هو أستاذي وأستاذ الكثير من الراقصين وتشرفت بالرقص إلى جانبه، ملمحاً إلى أن التجربة قد تعاد وننتقل إلى عدة محافظات سورية.
رمزية تاريخية
آنا مسعد إحدى المشاركات في تنظيم الحفل أكدت لـ«الوطن» أن الفعالية صنعت في سورية كاملة نتيجة تكاتف واجتماع شباب سوري بمختلف الاختصاصات.
وتحدثت عن الدمج بين الموسيقا الشرقية والغربية فقالت: هي أشبه بإعادة الوحدة بين الأندلس وسورية، فالتراث الموجود في الأندلس هو أموي، ودمشق عاصمة الأمويين، فجاء الحفل ليعيد هذه الروح وهذه الوحدة.
وأشارت إلى أن الفلامنغو جزء من الفن الذي خلق في الأندلس، وهو جزء أيضاً مما تركه لنا أجدادنا من تاريخ وتراث وعادات وفنون.
وشددت على أن الفن عابر للقارات وهو الطريقة الوحيدة التي تجمع ما بين التاريخ والحاضر والمستقبل.
وألمحت إلى أنه تم اختيار «قصر العضم» نظراً لرمزيته التاريخية باعتباره أحد رموز التاريخ والحضارة في دمشق، لنعكس صورة التاريخ المشرق، ولنؤكد أن هذا القصر مازال محافظاً على كيانه ويعج على الدوام بالحفلات والمناسبات.
قواسم مشتركة
المطرب سومر نجار قال لـ«الوطن»: إن التواصل بين الشرق والغرب وخصوصاً الأندلس ودمشق كان متعارفاً عليه جداً، فحاولنا تقديم أكثر من مادة غنائية خاصة أن قواسم مشتركة تجمع بين الفلامنغو والغناء الشرقي مثل الإحساس والعاطفة والمزاج، وحاولت تقديم أغنيات بالاعتماد على الارتجال المدروس والمتفق عليه.
وأكد أن أداء هذا النوع من الفورمات الغنائية يهدف إلى تجسيد حوار الثقافات والمقاربة والتمازج بين الثقافتين.
وكشف أنه انضم للفريق في وقت قصير وأجرى بروفات مكثفة، مشدداً على أن الحفل أضاف الكثير لرصيده الفني، وأردف: أحببت فكرة أن أطوع صوتي في سبيل الغناء الشرقي الأصيل ليناسب راقص فلامنغو عالمياً.
روح شرقية عالية
وحضر الحفل عدد من الفنانين الذي التقهم «الوطن»، فأبدى الممثل والمخرج سيف الدين سبيعي سعادته لحضور هذا الحفل مشيداً بالرقص والغناء والعزف، ومشيراً إلى أن الحفل متميز ولذيذ والمبادرة جميلة والفكرة لطيفة، كاشفاً أن الفلامنغو يحمل روحاً شرقية عالية، ومن الطبيعي أن يتم المزج بينه وبين الموسيقا الشرقية، علماً أنه من عشاق هذا الفن.
حفل ممتع
وأثنى الممثل جلال شموط على الجهود الشخصية الكبيرة التي بذلت لإنجاز هذا الحفل الممتع، مبيناً أن الحفل كان بحاجة لعمل أكبر على مستوى التسويق والإدارة، وبأن بعض التفاصيل كانت بحاجة إلى ضبط، وباعتبار أن الحفل كان سريعاً ومختصراً كان يجب أن ترافقه حالة الترجمة بين الفلامنغو والشرقي على المستوى البصري.
وأكد أن كانالس صاحب تاريخ كبير وزيارته لدمشق مهمة جداً.
رغبة قوية
وبينت الممثلة روبين عيسى أن جمالية العرض وأهميته تأتي بالدمج بين الغناء الشرقي والعزف والرقص الإسبانيين، وكان عندي رغبة قوية لحضور أسطورة الرقص الإسباني أنطونيو كانالس الذي يعتبر من أهم وأشهر الراقصين في تاريخ فن الفلامنغو، وبالتأكيد حضور الفنان السوري الفرنسي واثق سلمان.
وعبّرت عن استمتاعها بالرقص وعزف الفرقة وصوت المطرب سومر نجار، مثنية على مخرج العرض علي إبراهيم الذي خلق توليفة جميلة وممتعة، وموجهة شكرها لكل فريق العمل.
وأبدت إعجابها باختيار مكان العرض وبعنوانه الذي يمثل فعلاً كل تفاصيل العرض.
طاقة إيجابية
الممثل بلال مارتيني قال: إن العرض ممتع ولطيف ومهم جداً ويمنحك طاقة إيجابية وكنا بحاجة إليه بعد انقطاع طويل عن أنواع الثقافات الأخرى، موضحاً أن قدوم راقص بهذا الحجم والتاريخ أمر بالغ في الأهمية.
وأكد أن ما قدمه الراقص واثق سلمان يدل على أن السوري مبدع في كل زمان ومكان، واستقطاب كانالس إنجاز يحسب له، أما اختيار المكان فكان ذكياً جداً.
حفل متكامل
المغنية الشابة مانو شلبي أشادت بالحفل ووصفته بالإيجابي والجميل والمتكامل من الموسيقا إلى الغناء والرقص.