الشريط الإخباري

إشارات حول الأزياء في درامانا التلفزيونية..

لايزال معظم صنّاع الأعمال الدرامية التلفزيونية؛ ينؤون بأنفسهم عن الاهتمام بعنصر فني مهم من الحوامل الفنية لأي عمل درامي، ألا وهو الأزياء، وهو مسؤولية المخرج وشركة الإنتاج أولاً، والممثل/ة ثانياً، إذ نجد أن الشخصيات في كثير من الأعمال المعاصرة لا ترتدي أزياء تناسب حالتها الاقتصادية، فالشخصية الثرية التي تمتلك شركة كبيرة ومنافسة، يجب أن تلفت نظرنا بما ترتديه من بدلات رسمية، على النقيض مما شاهدنا مؤخراً الشخصية التي جسدها الفنان حسام تحسين بك في مسلسل «غفوة القلوب» إخراج نذير عواد، إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني ضمن مشروع (خبز الحياة)، وهذا لا يعيب الفنان حسام تحسين بك، فليس من مسؤوليته أن يشتري من حسابه الخاص أزياء شخصيته، وإن كان يجب أن يطالب بها المخرج وشركة الإنتاج. في حين أننا لم نسجل الملاحظة على الممثلة نظلي الرواس التي جسّدت شخصية زوجته، أو على شخصية دانة جبر التي هي ابنة زوجته، فالعنصر النسائي عموماً في حوزتهن أزياء عديدة وكثيرة تمكنهن من التعبير بها عن شريحتهن الاقتصادية اللاتي يجسدنها. لكننا سنجد أن المسألة ذاتها، مسوغةً في مسلسل آخر من إنتاج الشركة ذاتها، وضمن المشروع ذاته، ونقصد مسلسل «ترجمان الأشواق» إخراج محمد عبد العزيز، فلم يلفت نظرنا عدم تبديل شخصياته لباسهم رغم الضرورة أحياناً لكن ثمة مسوغات درامية لكل شخصية حالت دون ذلك. فشخصية (كمال/ عباس النوري) العائد للبلد بحثاً عن ابنته المخطوفة ليس لديه أي اهتمام واكتراث بتبديل لباسه، ولا حتى صديقه الطبيب (زهير/ غسان مسعود) صاحب التوجه الصوفي، ولا صديقهم الثالث الذي لايزال متمسكاً بالكثير من معطيات فهمه الحياة وفق اليسار الماركسي، وكذلك الشخصيات النسائية لأنها من شريحة وسطى لا تهتم بالمظاهر بل بالجوهر، باستثناء شخصية الراقصة شاليمار (نوار يوسف) التي بدلت أزياء كثيرة تناسب ما تجسّده. وقد يدافع أصحاب دراما (البيئة الشامية)، أو أصحاب الأعمال الملحمية- التاريخية بأنهم وحدهم يولون الاهتمام بالأزياء، لكن ذلك ليس صحيحاً، فمنها من تظهر شخصيات مسلسله بالأزياء ذاتها، وإن كانت تراثية منمّقة، طوال أحداث العمل رغم طول الزمن الدرامي لهذا العمل أو ذاك، ومنها من تظهر شخصياته بأزياء تلفت النظر بنظافتها رغم أن الشخصيات تعيش في مكان لا يتيح لها أن تظل كذلك. ونأتي بشاهد من مسلسل تستعيده فضائية سورية دراما لنوضح ذلك للقارىء، هو «قناديل العشاق» للمخرج سيف الدين سبيعي، يوازي في شكل الأزياء بين أكثر من شريحة اجتماعية، فكيف يمكن قبول ارتداء الزي الجميل واللافت للنظر، من قبل شخصية الباشا اللبناني الذي جسّده توفيق اسكندر، وشخصية (سهيان/ جلال شموط) خادم صاحبة الماخور صباح بركات، في الوقت ذاته؟! إذ يفرض المنطق ألا يرتديا (الموديل) ذاته.
كما أن بعض الأعمال المعاصرة تقع أيضاً في مطب عدم ملاءمة الأزياء للزمن (صيفاً أم شتاءً) الذي تجري فيه أحداث العمل، من دون أن يكترث المخرج بالزمن الدرامي الذي تجري فيه أحداث مسلسله، والشواهد على ذلك كثيرة نترك للقرّاء ملاحظتها وهم يستعيدون مشاهدة بعض المسلسلات، إذاً لا ريشة فوق رأس معظم المسلسلات.

نضال بشارة تشرين

شاهد أيضاً

محاضرة للباحث “صالح خلوف” في فرع دير الزور لاتحاد الكتاب العرب

شام تايمز – متابعة أقام فرع دير الزور لاتحاد الكتاب العرب  محاضرة  بعنوان “لماذا انحسر …