لم تمنع سنواته الـ 61 سليم عواد من الانضمام لدورات تدريبية مهنية لإتقان حرفة والحصول على فرصة عمل جديدة بعد تقاعده من عمله الأصلي فكان واحداً من بين ألفي مستهدف بمشروع “أنا أستطيع”.
العم عواد انضم إلى دورات تدريبية بمجال التمديدات الصحية لقناعته أن التدريب يسهل النفاذ إلى سوق العمل وايجاد فرصة تحسن المستوى المعيشي لأسرته على حد تعبيره فوجد طلبه في دورات التدريب المهني التي ينفذها مرصد سوق العمل بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بالتعاون مع منظمة المعهد الأوروبي للتعاون والتنمية ضمن مشروع “أنا استطيع” في جرمانا.
ومن أجل الهدف نفسه انضمت سحر مطر 47 عاماً إلى المشروع لكنها اختارت مهنة مختلفة حيث أوضحت “أنها بحاجة لدخل جيد كونها معيلاً وحيداً لأطفالها الأربعة واختارت تعلم مهنة الخياطة للحصول على فرصة عمل تشكل لها مصدر دخل مناسب” فيما وجدت المتدربة كوثر المحمد 38 عاماً في تعلمها مهنة إصلاح آلات الخياطة قيمة مضافة لعملها في مجال تصميم الملابس الذي تمتهنه منذ ست سنوات حيث تضطر أحياناً لإيقاف عملها عدة أيام ريثما تجد عاملاً مختصاً بإصلاح مكنات الخياطة في منطقة عقربا.
ويطمح محمد البقاعي 28 عاماً من مشاركته في دورة تعلم مهنة التمديدات الصحية إلى افتتاح ورشة خاصة به بعد عودته إلى منزله في منطقة المليحة والمساهمة بإعادة إعمارها.
ويهدف مشروع “أنا أستطيع” إلى تدريب أشخاص من مختلف الأعمار ذكور وإناث من المقيمين بدمشق وريفها خلال العام الجاري وتشمل الدورات التدريبية 15 مهنة ويشارك في كل دورة نحو 20 متدرباً ومتدربة حسب ممثل منظمة المعهد الأوروبي للتعاون والتنمية في سورية نضال البيطار الذي أوضح لـ سانا أن مدة الدورة من شهر إلى شهر ونصف الشهر و3 ساعات يومياً تصل نسبة التدريب العملي فيها إلى 80 بالمئة.
وتشمل المهن المتاح التدريب عليها ضمن المشروع تمديدات صحية وكهربائية وتدفئة وأجهزة الطاقة الشمسية وصيانة آلات كهربائية والخياطة والخدمات الفندقية وفقاً لـ البيطار الذي أشار إلى اختيار المهن وفق رصد احتياجات سوق العمل ثم تقييم المتدرب من خلال الاختبارات العملية ومدى التزامه.
من جانبه أوضح مدير مرصد سوق العمل بالوزارة محمود الكوا أن عدد المسجلين للاستفادة من المشروع وصل حتى الآن إلى 1250 شخصاً تم اختيارهم وفق معايير عدد أشخاص الأسرة ومستواها المعيشي كونه يستهدف الأسر الأكثر هشاشة وخاصة النساء المعيلات وأسر الشهداء والجرحى والأسر المهجرة مشيراً إلى أن عدد الأشخاص الذين حصلوا على فرصة عمل وصل إلى 365 شخصاً في القطاع الخاص في حين استطاع 60 شخصاً العمل بشكل حر.
ونوه الكوا بأهمية المشروع الذي يستهدف ألفي متدرب كإحدى التجارب العملية التي تنفذها الوزارة في إطار تنشيط سوق العمل وتأمين يد عاملة مدربة وذات كفاءة تسهم بإعادة الإعمار فضلاً عن تأمين فرص عمل للراغبين بتحسين وضعهم المعيشي والاستغناء عن الدعم الإغاثي والاجتماعي الذي توفره الوزارة عبر برامج الحماية الاجتماعية.
ويحصل المستفيد من المشروع بعد انتهاء فترة التدريب وفق الكوا على حقيبة تتضمن أدوات العمل التي يحتاجها في المهنة التي تدرب عليها تؤهله للعمل بشكل حر ريثما يتم تأمين فرصة عمل دائمة له من خلال جهات القطاع الخاص التي شبك المعهد ووزارة الشؤون معها عبر مرصد سوق العمل.
وأكد الكوا أن المستفيدين من المشروع قد يتمكنون من خلق فرص عمل لآخرين خلال المشاريع أو ورشات الأعمال المهنية التي يمكن أن يفتتحوها بأنفسهم لاحقاً لافتاً إلى أن الوزارة قامت بافتتاح مركز تدريب مماثل في مركز التنمية الريفية بمنطقة التون الجرد بريف طرطوس.
إيناس سفان ورحاب علي
تصوير: أسماء الدوس
سانا