مشفى “البيروني” خالٍ من أدوية السرطان.. والمدير لا أستطيع التحدث بدون موافقة وزارة التعليم العالي

شام تايمز – أسامة غنم

ربما يجد مدير مشفى “البيروني” نفسه غير مكترثٍ بمعاناة الآلاف من مرضى السرطان الذين حرموا من الأدوية بسبب فقدانها من المشفى منذ عدة شهور، دون أن يُطلق أيّة تبريرات تذكر لسبب فقدان الأدوية من المشفى بحجة عدم قدرته على التصريح من دون موافقة تمكنه من تبرير النقص الحاصل في الأدوية، وأن موافقة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أولى وأجدر بالاحترام من تقديم الأعذار للمرضى الذين أصبحوا أكثر عرضةً لمغادرة الحياة بسبب هذا النقص غير المبرر.

وكما يقال بالمنطوق الشعبي “أن الصمت علامة على الرضا عما يحكى” فقد صحّ إذاً ما أوضحه الإعلامي والمخرج “نورس برو” لـ “شام تايمز” حول تجربته الشخصية مع هذا المشفى ذو الكادر الإداري القانوني “زيادة عن اللزوم”.

حيث أكد لـ “شام تايمز” أن موضوع انقطاع الدواء من مشفى “البيروني” في بدايته كان متكرراً بين الحين والأخر، منوهاً أنه في الأيام الأخيرة بدأت المشفى تقول: “الدواء مانو موجود حاول تأمنوا أنت”.

وبيّن “برو” أن الناس في مشفى “البيروني” يتحدثون عن موضوع توزيع الدواء لأشخاص دون أشخاص لقاء مقابل مادي أو درجة معرفة أو قرابة، مضيفاً أنه على الرغم من عدم القدرة على تأكيد صحة ما يقال إلا أني سمعت أحدهم يقول: “هناك أشخاصاً قد يضطرون لدفع مبالغ مالية لعامل المستودع أو للموزعين في المشفى ليحصلوا على الدواء” لافتاً إلى أن هذا الدواء هو أحقية لكل مريض وبشكل مجاني، منوهاً أن هذا الشيء وإن حدث فهو “جزء من نظام فساد ماشي بالبلد”.

وأشار “برو” إلى أن وسيلة دفع الرشوة مقابل الدواء هي أفضل، لأن ألية الدفع أفضل من عملية تحصيل الدواء من الخارج، فأقرب دولة يمكن أن نستجلب الدواء منها هي الهند، مبيّناً أن جلب هذا الدواء إلى سورية يعني تنقله بين عدة بلدان، إضافةً إلى وصول علبة الدواء على دفعات، موضحاً أن هذا الدواء هو حاجة أساسية للمريض وبشكل شهري، حيث يصل وسطي سعره بين مليون و500 ألف و3 مليون و200 ألف ليرة، منوهاً بوجود أشخاص تكلفة دوائهم تتراوح بين الـ 5 و7 مليون ليرة دون تكاليف التحاليل والأدوية الجانبية نحن فقط بصدد الحديث عن دواء أساسي.

واعتبر “برو” أن سبب انقطاع الدواء هو رغبة لدى الحكومة لتقول: “أنا رفعت إيدي عن هذا الموضوع”، لافتاً إلى أن هذا الأمر مشابه لرفع الدعم عن الكثير من الأمور المعيشية في حياتنا، منوهاً أن هذا النقص الحاصل في الأدوية السرطانية لا يمثل عجزاً أمام الحكومة عن تأمين الدواء لأن الحكومة بإمكانها أن تستجلب الأدوية الإيرانية بمعنى اتباع سياسة اللجوء إلى الأصدقاء لأن سورية بفترة من الفترات كان لديها أدوية من دول صديقة مثل إيران وروسيا والصين بدليل أزمة كورونا كان 90% من اللقاحات الموجودة هي روسية وصينية.

ولفت “برو” إلى أن الجمعيات الخيرية في سورية لا تؤمن الأدوية السرطانية حالياً، مشيراً إلى أن هذا وإن حدث فقد كان في فترات سابقة وأن الجمعيات بمجملها لا تؤمن الدواء، مؤكداً أن استجلاب الدواء من الخارج إن كان بكميات فهو تجارة وغير قانوني؛ أما الاستجلاب الشخصي بالعلبة فهو قانوني.

وحول وجود أشخاص يتاجرون بهذا الدواء في السوق السوداء، أكد “برو” على وجود أشخاص يتاجرون بهذا الدواء ولكنه أكثر تكلفة من الدواء المستورد من الخارج وأن الدواء متوفر في السوق السوداء بكمية محدودة ومقطوع لدى الحكومة وهؤلاء من تجار الأزمات وتجار الحرب أشخاص مفتقدين لأدنى درجات الإنسانية.

شاهد أيضاً

ريف دمشق..القبض على مجموعة تروج عملات أجنبية مزورة

شام تايمز- متابعة ألقى قسم الأمن الجنائي في بلدة السيدة زينب بريف دمشق القبض على …